رواية " الحا@دثة " كاملة جميع الفصول

موقع أيام نيوز

رواية " الحا@دثة " كاملة جميع الفصول

 

" بابا.. بابا.. يا بابا "

إتقلِّبت على جنبي التاني وأنا بمسِك المخدة عشان أحُطها فوق راسي، صوته كان عالي لدرجة إنه صحَّاني من أحلى نومة، بس الكسل كان أقوى منه، عشان كدا كُنت بقاومه..

" يا بابا.. بابا.. اصحى يا بابا "

بدأت أفوق، فتحت عينيَّا بكسل، ورغم الضلمة كُنت قادِر أشوفه، واقِف جنب سريري، بصيت على نجلاء، كانِت رايحة في النوم جنبي، بصيت له تاني وأنا بسأله بكسل: " عايز إيه يا محمد؟ "

قالِّي بصوت بيترعش: " فيه عفريت في أوضتي! مُمكِن أنام جنبك النهاردة؟ 

كُنت بدأت أركِّز، بصيت على باب الأوضة الموارِب وأنا بقولُّه: " إنت خبطت قبل ما تدخُل؟ "

هز راسه من غير ما ينطَق بكلمة، قُلتله: " لأ.. مش هينفع تنام جنبي النهاردة، ولا أي يوم يا حبيبي، طول ما طنط نجلاء هنا.. مينفعش تنام جنبي "

خبَّط برجليه في الأرض بغضب طفولي وهو بيقول: " بس لمَّا ماما كانِت هنا.. "

قاطعته وأنا بقول: " ماما مبقتش هنا يا محمد خلاص.. روح نام في أوضتك "

بصلي وهو ساكِت ثواني قبل ما يقول: " طيب والعفريت؟ "

قُلتله بضيق: " مفيش حاجة اسمها عفريت يا محمد! عيب! إنت كبرت على الكلام دا! "

قالي بتحدي وهو بيحط إيديه في وسطه: " تعالى وإنت تشوف بنفسَك "

إتنهِدت، كدا كدا فُقت، وكدا كدا هقوم أشرَب، قُمت من مكاني بالراحة عشان نجلاء متصحاش، مسكت إيده، ولأول مرَّة آخُد بالي، جسمه كُله متلِّج وبيترعش، بصيت عليه.. كان شاحِب، محمد كان خايِف فعلًا، حضنته عشان أطمِّنه شوية، وفعلًا جسمه هدا شوية والرعشة قلَّت، خرجنا ناحية أوضته، بابها كان مقفول، مدِّيت إيدي وحاولت أفتَح النور.. وفعلًا إتفتَح بشكل طبيعي، غمضت عينيَّا ثواني لحَد ما عينيَّا خدت على النور، وبصيت.. الأوضة كانِت فاضية، بصيت لمحمد وأنا مُبتسِم وسألته: " فين العفريت بقى يا أستاذ محمد؟ "

بص في الأوضة ثواني قبل ما يشاوِر بإيد بتترعش ناحية الدولاب، ولأول مرَّة آخُد بالي إن باب دولابه فعلًا كان موارِب! معقول نجلاء نسَته مفتوح؟ أو يمكِن هو فتحه ومعرفش يقفله؟

تم نسخ الرابط