سكريبت “ خديجة بنت قلبي ” بقلم شيماء الصيرفي
سكريبت “ خديجة بنت قلبي ” بقلم شيماء الصيرفي
_هتسميها ايه.
قالتها أختي بفرحة وهي بتديني بنتي، بصيت لعيونها البريئة وقلت....
_ هسميها خديجة علىٰ اسم جدتها أم المؤمنين، عشان ربنا يكرمها بكرمه زي ما كرم السيدة خديجة برسولنا الكريم.
نهيت جملتي شيلتها بين إيدي، قعدت بها في ركن بعيد عن الكل، أذنت في ودنها، بعد ما أذنت زادت هدوء وراحة فوق هدوءها.
مكنتش متخيل اللي بين إيدي دي حته مني، كانت جزء جوايا ملوش معني، لكن دلوقتي حاسس إنها حياتي كلها.
حبها اتحفر في قلبي من أول معرفت إن مامتها حامل فيها وزاد أكتر مع كل حركة كانت بتتحرك بيها جوا بطنها.مع كل لمسه لبطن رحمه أثناء حركتها كان حبي ليها بيزيد أكتر وأكتر. بس كل الحب دا ميساويش ذرة في الحب اللي حاسس بيه دلوقتي اتجاهها، حقيقي إن يبقي ليك طفل نعمة كبيرة وشعور ملوش مثيل.
كنت بكلمها أكنها بنت كبيرة مش طفلة عمرها لسه ساعات، وعدتها أنها تكون صحبتي، حبيبتي وبنتي.
وعدتها إن هكون ليها الحبيب اللي بيضحي بنفسه عشان حبيبته لا دا هعاملها بحب أكتر من حب الحبيب،أصلكم متعرفوش حب الأب لبنته دا إيه، دا بيتخطي كل أنواع الحب.
كنت راجع من الشغل ولاقيت رحمة شيلاها وكانت بتعيط جامد.
قربت منها بلهفه وقلت...
_ مالها يا رحمة
ردت رحمة بتعب وقالت...
_ معرفش عماله تعيط ومش عاوزة تسكت قولت يمكن جعانه بس مارضيتش تاكل قولت يمكن عاوزة تغير، غيرتها وبرضو بتعيط.
نهيت جملتها وعيطت جمبها، طبطبت عليها وقلت..
_ طب اهدي، أنتِ كمان بتعيطي ليه؟
_ عشان مش عارفة اسكتها.
قالتها وزادت في العياط، طبطبت عليها بحنان وقلت...
_ طب بطلي عياط وهاتيها.
أخدتها من حضن أمها الحنين لحضن أبوها الدافي، كلمتها أكنها بنوته كبيرة، همستلها بشوية أيات من الذكر الحكيم لغاية مهديت، أول مهديت قعدت أحكي ليها عن اللي حصل في يومي بعدها لاحظت بسمتها اللي اتحولت لضحكة وأكنها فهماني.
_ وبعدين بقا زياد صاحبي قال.....
_ انتو وصلتوا لمرحله زياد صحبك، دا أنت مبتحكيش ليا زيها.
قالتها رحمة وهي خارجة من المطبخ في إيدها الغدا، ضحكت على جملتها وقلت..
_ ممكن تحسيني غريب شوية معاها، بس أنا حابب أصحابها من صغرها عشان تكبر إن أبوها هو ملجئها الوحيد تتأكد إنه ديما هيبقى سندها لو حصل موقف مهما كان تافة تحكيله عنه، هو هيقدر يحتويها، مش حابب تاخد الفكرة اللي أغلب البنات واخدها عن الأب اللي هو البنك المالي بيمثل الفلوس وبس مفيش ليه في قلبهم حب عشان كده لازم احتويها وأمحي الفكرة دي قبل متتواجد.
نهيت جملتي اتكلمت رحمة وقالت...
_ عندك حق، لمعلوماتك أنا عاجبني أسلوب تربيتك معاها وهعمل زيك.
_ ونعم الأم، يلا بقا علشان جعان نلحق ناكل قبل ما الهانم تعيط، مش كده يا ديجا.
عارف إني مختلف عن البعض، لكن أعتقد إن أسلوب صح، وأنا صغير كان والدي بيلعب دور الوحش في حياتنا، لو غلط هيكون مصيري الهلاك، لما كان بينادي إخواتي البنات بصوت عالي كانوا بيترعبوا منه وأحيانا بيوصل لرعشه جسمهم من كتر الخوف.
كانت كل أمنياتي إن والدي يعاملني كصديق، لكن للأسف كان ديما بيتبع أسلوب العبيد، هو السيد اللي بيأمر وأنا العبد اللي بيطلع، مقدرش أعمل أي حاجة من نفسي.
أعتقد إنه كان بيتبع الأسلوب القاسي دا من جهله، ومع فرق الثقافة والتعليم اللي بيني وبينه والظروف النفسة اللي عيشتها في طفولتي يحتم عليا أعامل بنتي زي متمنيت والدي يعاملني بل هخليها أفضل النساء ؛ لأنه النعمة اللي ربنا رزقني بيها بعد شوق ومعافرة.
_بـ بـ
_ لا يا ديجا قولي بابا، بـــ ا بـــ ا، بـابـا
_ بـا
_ يلا كملي
بصيتلي وضحكت وبعدين راحت لِلعبتها وأكنها بتقول كفاية أنا عاوزة ألعب، قعدت قدامها أنا ورحمة نلعب معاها، شعور عظيم إنك تلاقي بذرتك اللي أنتَ زرعتها بتكبر قدام عيونك بعد مكانت نبته صغيرة بتخاف عليها من أي أفه أو فيروس ودا لإنها انجاز عظيم.
إنهاردة خطت خديجة أول خطوتين ليها وبعدين وقعت، كنت فرحان وفخور بيها أوي، وأخيرًا بعد طول انتظار للحظة دي مشيت، سعادتي بيها كانت لا توصف تكاد تكون تخطت حد السماء، حسيت انها عملت انجاز عجز عليه البشر.
_بابا... بابا جه.. بابا جه.
قالتها بلهفة ممزوجة بحب، قربت مني وحضنت رجلي، رفعتها وأنا باخدها في حضني وقلت...
_ حبيبة بابا جيبتلك حلويات كتيرة.
_ هيه هيه هيه.
_ ماما فين ؟
سألتها بحب، ردت بطفولة وقالت...
_ كوه
_ كوه، أمتي كلامك هيتظبط يا ست ديجا ؟
_ بابا.
_نعم يا عيون بابا.
_ سكرًا
_ يا خرابي هاتي كمان بوسة وحضن.
لما بحضنها أو ببوسها بحس إني ملك، عاوزها تفضل في حضن أبوها، أما لما بسمع كلامها اللي بترجمة بالعافية دا بكون خلاص هدوب من فرط الحب يمكن لإن كلامها ليه مذاق مميز بيخليني عاوز أكلها أكل كده.
كنت بلبس الشوز ومتأخر على الشغل لاقيت رحمة بتقولي...
_معلشي يا أحمد وديها الحضانة وأنت ماشي، متربسه دماغها توديها.
_ هتاخر يا رحمة، ديجا يا حبيبتي بابا كده هيتأخر علىٰ الشغل يرضيكي يعني، ماما هتوادكي.
نهيت جملتي زادت في العياط اتكلمت وقلت..