رواية قبر جدى بقلم رانيا عمارة

موقع أيام نيوز

يوم وفاة جدي واحنا بندفنه اتفاجئنا بصوت دربكه شديده في المقةةبرة اللي جنبه وده اللي خلى الناس دفنته في وقت قليل ورجعوا على بيتهم بسرعه..ومحدش فيهم استجرأ انه يروح ناحية المقةةبرة اللي هناك غيري!..أخويا الكبير شدني وقالي ملناش دعوه ولكن انا مسمعتش الكلام وبالفعل روحت..وأول ماوصلت..الصوت اختفى..ولما رجعنا على بيت جدي..كانت معظم العيله متجمعه..ولإن بيته كان كبير وفي منطقه بعيده شويه وحواليها أشجار..فا كان كل الناس بتخاف تقرب منه..واليوم ده عمامي وعماتي اتجمعوا علشان يقسموا الورث مابينهم..وبمجرد ما عمي الكبير دخل من باب البيت وقال “اللي م١ت م١ت..الله يرحمه..الحياه مبتقفش على حد..كل واحد هيكمل حياته عادي..بس قبل مانعمل كده لازم

نوزع الورث مابينا”..ولما عمي الصغير قام وابتدا ينفعل..وقاله “هو احنا في ايه ولا ايه؟..الراجل لسه دمه مبردش!..وانت بتتكلم في ورث؟”..ولما المشكله زادت مابينهم..باب البيت اترزع لواحده بكل قوه..وكأن حد هو اللي زقه بقوته!..وكلنا في اللحظه دي أثارنا الفضول..والخناقه سكتت..قربت انا وعمي من الباب ولكنه كان مقفول..ولما حاولنا نفتح الشباك وننط منه!..محدش فينا عرف!..وواحده واحده..كان النور قطع في البيت كله..وده اللي خلى ستات العيله خافت وصوتت!..جه والدي بالكشاف من بعيد ونورلنا
..وأثناء ماهو جاي..كان باب من الأبواب اللي وراه مفتوح وتلقائيًا اتهبد لواحده زي ماحصل في باب البيت!..وهنا صويت الستات زاد أكتر والخوف اتملكهم!..لحد مااتفقنا مع بعض نقسم نفسنا لـ مجموعتين..مجموعه فوق ومجموعه تحت..ولو حد فينا قدر يلاقي مَخرج..يعرف الباقي!..وبعد مااتقسمنا لمجموعتين..كنت انا من ضمن المجموعه اللي فوق..كنت مع اتنين من اعمامي..وحرفيًا كل الشبابيك كانت مقفوله بإحكام!..ولما استخدمنا أداه حاده نكسر بيها الشباك محدش فينا عرف!..لحد مانزلنا تحت تاني.. واليأس والإحباط محاوطينا من كل مكان..وفجأه لقيت أخويا الكبير بيقولي “دي شكلها لعنه وصابتنا!”..رد عمي الكبير بـ “لعنة ايه يابني وكلام فارغ ايه؟.. انت بتصدق الكلام العبيط 

ده؟”..سكت
أخويا ومردش..وعلشان ننجد نفسنا..أمي طلعت موبايلها واتصلت بـ خالي..ولكن لسوء الحظ الشديد مكنش في شبكه!..قالتلي أمي “تعالى معايا نشوف شبكه في مكان تاني”..اترددت لإني مكنتش عايز اتحرك من مكاني!..ولكن قررت اروح معاها وأمري إلى الله!..كانت أمي ماشيه قدامي ورافعه الموبايل بتدور على شبكه في أي حته..لحد ما لقيت الشبكه جابت خط واحد.. وده كان طوق النجاه بالنسبالنا!..ولما اتصلت بـ خالي..رد ولكن الصوت كان بيقطع..ومحدش فينا كان سامع التاني!..لحد مالشبكه اتقطعت نهائيًا..بصيتلي أمي بحسره..وخدتني ورجعنا نفس المكان تاني..وأثناء مااحنا رايحين..لقينا باب في الطُرقه مفتوح..أمي كملت طريقها لكن انا وقفت مكاني..وقربت من الباب بـ بطء..لحد ما لقيت قبر جدي في الأوضه!..صرخت..وجريت عليهم وانا بجري اتكعبلت ووقعت على وشي..كلهم جروا عليا يسندوني..وفي الوقت ده كنت فقدت النطق وبتهته مش عارف أقول كلمه واحده!..ولكن في النهايه قولتلهم ان قبر جدي موجود في أوضه من الأوض اللي هنا..ولما سمعوا الكلام ده بصوا لـ بعض

بإستغراب..ومحدش فيهم كان قادر يستوعب كلامي!..لحد مااخويا قالي “قبر جدك ايه اللي في أوضه من الأوض؟.. انت بتقول ايه؟”..رد عمي وقاله “يعني ايه قبر جدك هنا؟”..ولما حكيتلهم اللي شوفته بـ عيني..خدوني وراحوا معايا في الأوضه وهناك محدش لقى حاجه..لحد ما بصوا لبعض بسخريه..ورجعوا هناك تاني..وانا كنت هتجنن ونفسي انهم يصدقوني!..ولما قعدنا في الصالون..كان كل واحد فيهم بيقول رأيه..والحل اللي هو شايفه صح من وجهة نظره!..وبعد ماخلصوا كلام..اتكلم عمي الكبير وقال “يعني سايبين اللي ورانا وفي الآخر نتحبس هنا؟..ماكان زمان خلصنا موضوع الورث وكل واحد شاف أشغاله”..ووقت ماهو بيتكلم..عينه لمحت حاجه لدرجة انها خليته قام من مكانه وسكت..ولما سألناه في ايه مردش!..لحد ماكان بيقرب بـ بطء من الطُرقه..ولما بننده مبيردش!..ولما حد بيشده يرجع مكانه..بيزقه ويكمل طريقه..لحد مادخل جوا واختفى من قصاد عينينا..مراته انهارت وقررت تروح وراه.. ولكن احنا منعناها تروح لواحدها..وروحنا مجموعه مع بعض..والجديد هنا ان أوضه مختلفه هى اللي كان بابها مفتوح ولما اخويا الكبير قرب ودخل لقى قبر جدي جوا!..لحد ماوقع من طوله وأغم عليه!

تم نسخ الرابط