من هي الصحابية الجليلة التي كفنها سيدنا محمد بثوبه وحفر قپرها ثم تمدد فيه؟
من هي الصحابية التي كفنها النبي في قميصه ؟
صحابية جليلة كانت هي الأولى في مواقف عدة.. كفنها النبي – صلوات الله عليه – في قميصه واضطجع في قپرها ..
أسلمت في السنوات الأولى من البعثة النبوية، حيث كانت ثاني سيدة أسلمت من النساء، وكانت الحادية عشرة من المسلمين، فقد أسلمت بعد عشرة منهم.
• الأولى في مواقف عديدة:
كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله من مكة إلى المدينة على قدميها، وهي أول امرأة بايعت النبي – صلى الله عليه وسلم – عد نزول آية: {يأَيهَا النَّبيُّ إِذَا جَاءَك المُؤمِنَات يبَايعنَك...
إنها الصحابية الجليلة السيدة (فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف) وهي ولدت في مكة المكرمة، هي زوجة ابن عم النبي أبي طالب - وبذلك تعتبر أول امرأة هاشمية تتزوج رجلا هاشميا - ، وهي أم علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين، وهي والدة الصحابي جعفر الشهير بجعفر الطيار الذي اسټشهد في غزوة مؤتة.
والسيدة فاطمة أم لستة أبناء، هم: (طالب – عقيل - جعفر الطيار- علي بن أبي طالب - أم هانئ - جمانه).
• حب واحترام الرسول– صلوات الله عليه - لها
كان يحبها النبي – صلوات الله عليه – حبا شديدا، فكانت بمثابة الأم للنبي – عليه الصلاة والسلام – منذ صغره، وكانت ترعاه عندما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في عهدة عمه أبي طالب، وكانت تحسن إليه، حتى أنه ألبسها قميصه عندما توفاها الله واضطجع في قپرها.
فعن ابن عباس قال: لما ماټت فاطمة أم علي بن أبي طالب، خلع النبي - صلى الله عليه وسلم - قميصه وألبسها إياه، واضطجع في قپرها، فلما سوي عليها التراب، قال بعضهم: يا رسول الله رأيناك صنعت شيئاً لم تصنعه بأحد!! فقال: (ألبستها قميصي لتلبسني من ثياب الجنة، واضطجعت معها في قپرها أخفف عنها من ضغطة القپر، إنها كانت من أحسن خلق الله إلي صنيعاً بعد أبي طالب) – رواه الطبراني.
وعن أنس بن مالك قال: لما ماټت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي - رضي الله عنهما - دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس عند رأسها فقال: (رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيباً وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة).
ثم أمر أن تغسل ثلاثاً فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، ثم خلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قميصه فألبسها إياه، وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون، فحفروا قپرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وأخرج ترابه بيده.
فلما فرغ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاضطجع فيه فقال: (الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا ېموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسِّع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين). وكبر عليها أربعاً، وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق - رضي الله عنهم -.
وقد ټوفيت في السنة الرابعة للهجرة، وعمرها ما يقارب 60 عاماً، ودفنت في مقپرة في البقيع بالمدينة المنورة.