رواية " حورية البحر " (كاملة جميع الفصول ) بقلم Lehcen Tetouani

موقع أيام نيوز

قالت عائشة في نفسها: هذه سوسنة حورية البحر قد جاءت للقائي عندما إقتربت من الشاطئ رأت صدفة جميلة على صخرة أخذتها وزاد حبها للحورية لقد وعدتها بهدية وصدقت في وعدها لما رأتها سلمت عليها وقبلتها وقالت: تعالي معي إلى القرية سأشوي سمكا وستأكلين معي

لم وصلت أمام الكوخ تعجب منها الصيادون فالحوريات كلما يقتربن من الشاطئ ويفضلن الجلوس على الصخور

قالوا لها: سنحفر حوضا ونملئه بماء البحر لكي لا يجف جسمك وأنت ضيفتنا فعائشة إبنة سيد القرية وهو شيخ ذو مروءة وعقل

حضرت البنات دفا ونايا وقلن لها هيا واصلي الغناء ونحن سنعزف لك جلست وسط حوضها الذي ملؤوه لها ماءا وأكملت الغناء:

طرب أهل القرية وأصبحوا يعملون بجد قشرت النساء كل السمك وأصلح الرجال كل الشباك وسدوا كل شقوق وثقوب المراكب وعندما رجع الشيخ عبد الله أبو عائشة وسيد القبيلة

رأى البهجة ظاهرة على القوم وعندما سأل عن ما حصل قيل له إن أحد بنات البحر جاءت إلى القرية وغنت لهم أعذب الأغاني ولقد إنصرفت الآن

لما وصل الشيخ إلى كوخه رحبت به إبنته وقدمت له الطعام قال لها: هل صحيح ما يروى أن لك صديقة من بنات الماء ؟ هذا لم يحدث منذ زمن بعيد لسوء أخلاق الناس

أجابته عائشة وفي عينيها دمعة كبيرة منذ مoت أمي لم أحس يوما بطعم السعادة واليوم إبتهجت جداّ فالحورية لطيفة وتعاملني كأختها وقد أحظرت لي هدية وأرته الصدفة

لما فتحها إنعقد حاجباه من الدهشة فلم ير لؤلؤة بهذا الحجم والجمال قال لها: سأبيعها وأوزع ثمنها على القبيلة فأكثرهم فقراء وهم يصطادون فقط ما يكفيهم 

لما ذهب إلى كبير الصاغة في المدينة قال له:هذه اللؤلؤة نادرة واسمها الجوهرة البيضاء ولا توجد إلا

 في مملكة البحر وفي حياتي كلها شاهدت واحدة رمت بها الأمواج على الشاطئ بعد عاصفة قوية السلطان وحده من يقدر على دفع ثمنها وهي تساوي مبلغا ضخما من المال

بكى الشيخ عبد الله وقال أشكرك يا رب على نعمتك مضى علي دهر لم أر إبنتي سعيدة كاليوم سنصلح من شأن القبيلة بهذا المال وسنشتري طعاما ولباسا

غدا صباحا ذهب إلى قصر السلطان وطلب مقابلته أذن له الحاجب بالدخول وسلم الشيخ على السلطان أيوب وقال له لقد حملت إلى سيدي درة نفيسة لا تليق إلا بالملوك وإن شاء إشتراها أجاب السلطان: إريني إياها

عندما أخرجها الشيخ إنبعث منها نور يخطف الأبصار علت وجه أيوب الدهشة وقال بفرح: إنها الجوهرة البيضاء ولا أملك مثلها في خزائني سأشتريها منك

إلتفت السلطان إلى وزيره ميمون وهو عالم بالجواهر وسأله كم أعطي الشيخ ثمنا لها؟ Lehcen Tetouani 

أجابه يكفيه عشرة آلاف درهم فهي تساوي أضعاف هذا المبلغ 

بعد قليل جاء الخازن وسلمه المال فخرج الشيخ وهو لا يصدق نفسه ومر في طريقه على كبير الصاغة فحدثه بالأمر فقال له: لقد إحتال عليك الوزير فهو جشع

لكن السلطان يقربه لأنه يعرف كيف يملأ خزائنه بالمال إذا وجدت لؤلؤة أخرى فأنا أزيدك ألفي درهم على الثمن الذي بعتها به فأومأ له الشيخ عبد الله بالقبول وأصبح يبيعه كل الأصداف التي تحملها سوسنة وبعد مدة ابلغ جواسيس ميمون في السوق أن العديد من لآلئ الجوهرة البيضاء ظهرت عند سيد قبائل الشاطئ وهو يبيعها لكبير الصاغة

قال الوزير في نفسه سأقبض على ذلك الشيخ اللئيم وأعذبه لأعرف منه كيف وصلت هذه اللآلئ إليه فأنا وقومي أحق بهذا المال سنستولي على الحكم ونبني معبدا كبيرا وسيكثر عددنا ونصبح سادة هذه الأرض

في أحد الأيام كان الرجل يمشي في السوق وفجأة إقترب من إثنان من شرطة السلطان وقالوا له إن

تم نسخ الرابط