رواية " استراحة " كاملة جميع الفصول بقلم محمد عصمت

موقع أيام نيوز

 قاعِد بيشيِّش على المكتَب، شنبه ضخم ولابِس عمَّة بيضا، فادي قرَّب منه وهو بيقول: " إزيَّك يا معلِّم عُرابي؟ "

الراجل كح مرتين قبل ما يقول: " يا أهلًا وسهلًا بالأستاذ فادي وصُحبته، حجر شيشة بسُرعة يلا "

فادي ابتسم وهو بيقول: " لا مالوش لزوم يا معلِّم والله "

المعلم عُرابي ضحك وهو بيقولّه: " لأ ما دا عشاني يا أستذة، مش عشانك "

بص ناحيتي كدا وهو بيقول: " هو دا؟ "

فادي قاله: " هو "

سكت شوية كدا قبل ما يقول: " خيخة ولا هيستحمِل؟ "

فادي قاله: " لأ.. دا يعجبك أوي يا معلِّم "

بصلي قبل ما يقول: " على بركة الله.. اسم الكريم إيه؟ "

قُلتله: " مدحت يا معلِّم "

نادي بعلو صوته: " واد يا جُمعة.. تعالى خُد أخوك مدحَت وفهمه نظام الشُغل في وردية الليل، فهمه كُل حاجة يلا.. ووريه الليستة! "

ظهر جُمعة، شاب قُصيَّر ورفيَّع، بس شكله حِرِك وبتاع شُغل، قال بصوت عالي: " وَجَب يا معلمة.. تعالى يا مدحت "

مشيت معاه لحَد ما وصلنا عند مطبَخ الاستراحة والحمَّام، اللي كانوا لازقين في بعض، قالي: " بُص يا مدحت،

 بقى وردية النهار بتتضغط شُغل فمش بيفضوا ينضَّفوا، نضافة المطبخ من اطباق وحوض وجريل وكلام من دا مسؤوليتك إنت، الحمَّام كمان هتمسحه وتسيَّق المرايات، تخلَّص الكلام دا.. وتكنس الاستراحة، التليفزيون والنور ميتقفلوش عشان لو زبون عدى يعرَّف إنك شغَّال، تظبَّط الكراسي والترابيزات كدا، متسيبش حاجة مش في مكانها، خلَّص دا كُله وكمِّل التلاجات.. دي مفاتيح المخازِن اللي متعلَّقة ورا مكتَب المعلم عُرابي دي.. افتح وكمِّل، ظبَّط دنيتك بقي.. لو جالك زبون بيع له بسكوت، مشاريب، كلام من دا.. لحَد ما تتمكِّن وتعرَف تسد في شُغل المطبَخ كمان "

سألته باستغراب: " هعمِل كُل دا لوحدي؟ "

قالي وهو بيضحَك: " وردية الليل طويلة، وكُلها أنتخة، متقلقش.. مش هتشوف زباين ولا ناس، خلَّص شُغلك على مهلك.. الليل طويل والوقت كتير، ربنا معاك يا بطل "

خلَّص وقام مزعَّق: " كُله تمام يا معلم، أروح أنا بقي؟ "

تم نسخ الرابط