رواية " استراحة " كاملة جميع الفصول بقلم محمد عصمت

موقع أيام نيوز

بصيت يمين وشمال، مكانش فيه مكان أهرب له غير سلة القمامة الحديد الكبيرة اللي أدام الاستراحة، جريت عليها ونطيب جواها وأنا بشِد بابها وبقفلها عليَّا، الدنيا كانِت ضلمة أوي، والريحة وحشة أوي، قلبي بيدُق بصوت عالي لدرجة أني كُنت قادِر أسمع صوت دقاته، سمعت صوت خطواتهم وهُمَّا بيدوَّروا عليَّا، مكانوش لاقييني، حاولت أكتم صوت تنفسي شوية عشان ميعرفوش مكاني، الراجل قرَّب من الصندوق وهو بيقول: " هتروح مني فين؟ إنت خلاص.. بقيت بتاعي "

كان بيقول الكلام للصندوق وكأنه بيوجِّه كلامه ليَّا، عدَّت دقايق طويلة لحَد ما سمعت صوت أبواب عربياتهم بتتقفل، العربية دارِت.. ومشت، بس برضه كُنت خايف أخرج من مكاني، فضلت مكاني لحَد ما سمعت صوت آذان الفجر، ساعتها طلعت وجسمي كُله بيترعش، دخلت الاستراحة وجبت قناة القرآن الكريم، من حُسن حظي أن الشاشة فضلت سليمة، نضَّفت الاستراحة ورجعت كُل حاجة مكانها، كُل حاجة كانِت تمام ما عدا موضوع اللمبات

 بس، بعدها بشوية جُمعة وَصَل، سلِّمته كُل حاجة وقُلتله إني مش هكمِّل شُغل معاهم، سألني لو كانِت حاجة حصلِت؟ قُلتله لأ.. وبرَّرت موضوع اللمبات دا بإنه كهربا زيادة حرقت اللمبات كُلها، سبت كُل حاجة ورجعت فورًا في أول عربية لقيتها، وصلت البيت ودخلت نمت على طول، كُنت محتاج أنام.. محتاج راحة.. محتاج هدوء..

صحيت على صوت موبايلي بيرن، كان رقم غريب، كنسلت مرة، رن تاني، دا إنت غلس! رديت: " ألو؟ مين؟ "

سمعت صوت غريب بيقولي: " أنا المعلم عُرابي يا مدحت "

قُلتله: " أيوه يا معلم عُرابي، بُص.. موضوع اللمبات دا مش ذنبي، بس لو مُصمِّم هبعت لك فلوسهم مع الباشمهندس فادي على الـ.. "

قاطعني وهو بيقول: " لمبات إيه؟ في داهية اللمبات؟ إنت كويِّس؟ "

إتعدلت على السرير وأنا بقوله: " بخير والله؟ بتسأل ليه؟ "

قالي: " عشان حضرتك معملتش أي حاجة من الليستة، بس ملحوقة.. طالما الفجر أذِّن عليك وإنت سليم يبقي إنت في أمان، الحمد لله قدَّر ولطف "

قُلتله: " الحمد لله يا معلم.. يعني أنا كدا في السليم؟ "

قالي: " آه الحمد لله، بقولَّك إيه.. مش إنت إتأكِّدت من الجرح اللي خد الواد جُمعة وهو جاي يستلم منك الوردية؟ "

سمعت صوت خبط على باب أوضتي من برا، بلعت ريقي بصعوبة، سمعت المعلّم عُرابي بيسألني تاني: " إنت إتأكِّدت من الجرح اللي خد الواد جُمعة وهو جاي يستلم منك الوردية؟ "

سمعت صوت البنت بتقولي من ورا باب أوضتي: " ها.. مش.. هتسمحلي.. بالدخول؟ "

قفلت التليفون وأنا بفتكر الليستة، آخر حاجة كانِت مكتوبة في سادسًا: لو سلِّمت الشيء دا الوردية.. هيبدأ يطاردك إنت!

سمعت صوت ضحكات الراجل الغامض بيزيد من ورا الباب وهو بيقول: " مش قُلتلك؟ إنت خلاص.. بقيت بتاعي! "

 

تم نسخ الرابط