رواية " اختي لم تمت " كاملة جميع الفصول بقلم ليلي حمدي
مرّ الوقت ببطءٍ وهو يعانق هدوءَ الليل المظلم حتى سمعت صوت الساعة الجدارية التي أعلنت انتهاء ذلك اليوم وكان كل شيء طبيعًا حتى ذلك الحين..
نظرت إلى ريتا نظرةً أخيرة ثم قررت النوm في أحضانها الدافئة وليتني لم أفعل..
لم أكن نائمًا هذه المرة حين سمعت ذلك الصوت الذي يناديني من القبو.. حتى ريتا التي كانت تناm كالأطفال في أحضاني اختفت وكأنها لم تكن..
نهظت من فراشي الدافئ وتوجهت الى الأسفل هنالك حيث رأيت ريتا تمشي ببطىء نحو مدخل القبو..، صرخت أناديها باسمها لكنها لم تلتفت لي وكأنها ججث0ة ميت يتم تحريكها عن بعد..
وما كان مني إلا اللحاق بها من بعيد حتى أرى بنفسي ما يحدث..
دخلت ريتا من باب القبو وأنا أراقبها على بعد خطوات حتى وصلت الى منتصف ذلك القبو المظلم ثم خرج طيفٌ من أحد جدران القبو وبدأ يسير الى جسد صديقتي ريتا..
وحين تمعنت في ذلك الطيف وجدته يشبه أختي الصغيرة كل الشبه عدا أنها كانت مشوهةً بشكل شيطاني..
وقفت ريتا أمام ذلك الطيف المخيف وامتزجت به بطريقة لا تستوعبها أعين البشر ثم بدأت ريتا ترتفع عن الأرض وكأن الجاذبية الأرضية لم تعد تشملها..
كان جسمها يرتفع عن الأرض شيئًا فشيئًا حتى التصقت بسقف القبو ثم أخذت تتشبث بالسقف بأطرافها وكأنها عنكبوت أو ما شابه..، كل هذا وعيناي تكادان تنبثقان من منبعهما مما أشاهده.
.
كان جس$مي قد تشنج من مشاهدتي لذلك المنظر وفوق هذا الرعب كله التفت لي ريتا بوجهها الذي يكاد ينفصل عن جسمها وبدأت تناديني قائلة: انزل يا جون..، انقذني يا جون..
لا أعلم كيف استطاعت قدمي أن تخطو بعد هذا الرعب كله لأعود بخطواتي الى الوراء وأهرب من المنزل الى حيث أجد من ينقذني مما أنا فيه..
ذهبت إلى مركز الشرطة لكنهم هذه المرة لم يصدقوا ما اقوله فما كان مني الى الخروج الى احدى حداق المدينة كمتشرد خائف يبحث عن الأمان..
وصلت الى الحديقة منهكًا من شدة التفكير ثم رميت جسدي على أحد مقاعدها الخشبية العتيقة وخلدت في نومٍ هانئ..
ورغم البرد الذي كان يتصارع مع جسدي في ذلك اليوم إلا أنها كانت المرة الأولى التي أناm بها من غير كوابيس تؤرقني منذ انتقالنا الى هذه المدينة..